top of page

حلب، الأندلس، قونية



ثمة ما كان يشعرني بأنني هنا ..

في مدينة قونيه ..اتيت لأمر ما ..

يتعلق بالروح . صحيح أنني اتيت الى هنا لازور   اخي ..منذر ..

و عاءلته التي كابدت عناء رحلة النزوح المستمر من ..

حلب ..

حلب الحبيبه..

لب قلبي ..

إلى أماكن عديده و قاست مثل ملايين السوريين أشكالا لا عد لها من العذاب و الالم . حتى حطت بهم الرحال في هذه المدينه.  

..

أتذكر أن اخي وانا أحدثه على الهاتف قال لي من جملة ما قال حين سألته كيف انتم في تركيا ..

كان ذلك في السنة الأولى لوصول الآلاف من السوريين الى تركيا . .

أجابني وقتها بالحرف ..


لقد اعطونا بيوتا و ملؤوا لنا البيوت بما يلزم كي نكون بخير ..

الحمد لله نحن هنا بخير ..


تلك كانت ولم تزل فكرتي التي قاربتها بالواقع الذي لمسته في كثير من التفاصيل..

لقد جعلني ذاك الشعور بأن ..تركيا 

قدمت الكثير لملايين السوريين و كثير منهم حلبيون ..

الامن والامان و الكرامة و المعاملة الإنسانية الكافية كي يتخلصوا من مشاعر الخوف والفزع من احتمالات الموت المحققة تحت قصف وعسف كل آلة الإجرام التي كانت تفتك بهم 

...

بيد من يدعي أنه ..رئيس البلاد ..

ونظامه المجرم ..

ذاك الشعور جعلني ..

أقرر أن آتي الى تركيا ..

و هنا في قونيه ..زرت عاءلة اخي ..

و كان لقاءي ..

الذي دهشت به ..هناك عند ساحة المسجد الكبير في قونيه ..

مسجد السلطان سليم.  

وأمام مزار شيخنا الجليل..

جلال الدين الرومي..

...

تلميذ محي الدين ابن عربي..

الذي غادر من الأندلس ..ارض ولادته حتى حطت رحاله ارض الشام 

ودفن في دمشق ..

..

و كان من بين تلامذته ..


جلال الدين الرومي..

Mewlana

السوريون لا ينطقون مولانا ..لأن المولى هو الله وحده . 

و ذاك عينه ما ينطق به ..

تلميذ ابن عربي ..

المولى وحده الله..

و لذلك ..حج إليه حجيج من كل أنحاء الأرض ..

ليس حجيج مكه ..

بل ..

حجيج القلوب الى مدينة القلوب . 

حين رأيت اسم المدينة التي تكنى به.  

مدينة القلوب..

بدءت افهم بعض الشيء ..

و هناك خلف مزار ..

العاشق ..جلال الدين...

لم اكن قادرا في ليلة خريفية من ليال اكتوبر .تشرين الاول..

والسكون والصمت محيط بالمكان ..

لم اتمكن أن اضبط ايقاع الدوران الذي يلف المكان ..


اخذتني دواءر من الروح ..لو كدت أدركها ..

لتحول الجسم مني الى ماء يطير .


و دارت عباءة ..

العشق ..

و أشعلت النار ..

و لم تزل ..

و النسر ذو الرأسين ..

من طليطلة التي اتيت منها..في اسبانيا ..

الاندلس ..مازال يلاحقني ..

درعا ..و رفيقا.. 

لقد أصبح من غير الممكن اعتبار أنها .صدف ..

كيف ولست اؤمن بالصدفة التي لا توافق القلب ..


و مابين ..تربة ..شمس الدين تبريزي 

و جلال الدين الرومي..

و قبور ..السلاطين .في علاء الدين.


مازلت اترنح ..

و اشتم راءحة حلب ..

في شوارع قونيه ..


هنا الحلبيون يبيعون و يشترون .

و يفرحون و يبكون ..

شوقا لحلب ..

و هنا أنا ..

اجمع فتات قلبي بين تفاصيلهم ..

و اقرء الفاتحة على أرواح من رحلوا ..

وهم في طريق الخلاص ..


و اشكر تركيا ..

نعم ..

فانا هنا بخير ..

صوت الأذان و روح المكان ..

يجعلان القلب ينبض بانتظام ..


الله حي .. الله حي .. الله حي ..


ثمة ما جعلني أشعر ..

أنني هنا ..

...

احاور...

روح ابن عربي ..

من ..

محيي الدين إلى جلال الدين إلى شمس الدين..


شام شريف .

أندلس ..

وهذه قوميه العتيقه . .

مدينة القلوب..


عباءة العاشق تزيد دواءره اتساعا ..


وحدهم العاشقون ..

يعرفون ..


حي قيوم الله..

حي قيوم الله


غالب زراع 

ابن حلب الاسباني المقيم في قوميه



- جالب، شاعر يحمل الجنسية الإسبانية من حلب، يعيش في طليطلة وقونية منذ 5 سنوات.



 "حكايا الغربة" هو وسيلة تهدف إلى الجمع بين تجارب المهاجرين في تركيا والرأي العام. هذا المقال يعكس الشهادة الشخصية للكاتب.

bottom of page